بايدن يعلن برنامجًا جديدًا يتيح لنصف مليون مهاجر الحصول على الجنسية الأمريكية
أعلن الرئيس جو بايدن، اليوم الثلاثاء، عن برنامج جديد لتوفير طريق للحصول على الجنسية الأمريكية أمام مئات الآلاف من المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني والمتزوجين من مواطنين أمريكيين.
ووفقًا لوكالة “رويترز” فإن هذه الخطوة التي تأتي في عام الانتخابات تتناقض بشكل حاد مع سياسات الجمهوريين وخطة منافسه دونالد ترامب الذي تعهد بتنفيذ أكبر خطة ترحيل جماعي لمهاجرين غير الشرعيين في التاريخ الأمريكي.
وجاء إعلان بايدن عن البرنامج الجديد خلال فعالية أقامها بالبيت الأبيض اليوم بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لبرنامج DACAوالذي أصدره أعلنه الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2012.
المستفيدون من البرنامج
وقال البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي في بيانين اليوم الثلاثاء إن البرنامج المعروف باسم “الإفراج المشروط قيد الإعداد” (Parole in Place) سيكون مفتوحًا لما يقدر بنحو 500 ألف من المتزوجين من مواطنين أمريكيين، الذين عاشوا في الولايات المتحدة لمدة 10 سنوات على الأقل اعتبارًا من 17 يونيو. وبالإضافة إلى ذلك سيكون هناك حوالي 50 ألف طفل تحت سن 21 عامًا مع أحد الوالدين مؤهلين أيضًا لكي يكونون مواطنين أمريكيين.
وتوفر الولايات المتحدة بالفعل طريقًا للحصول على الجنسية للمهاجرين المتزوجين من أمريكيين والذين دخلوا البلاد بشكل قانوني بتأشيرة. ولكن في معظم الحالات، يجب على أولئك الذين يدخلون بشكل غير قانوني أن يعودوا أولاً إلى وطنهم لسنوات قبل أن يُسمح لهم بالعودة إلى أمريكا بشكل قانوني.
وسيسمح البرنامج الجديد للأزواج وأطفالهم بالتقدم للحصول على الإقامة الدائمة دون مغادرة الولايات المتحدة، مما يزيل العملية الطويلة المحتملة والانفصال العائلي. وإذا تم منحهم الجرين كارد، فيمكنهم في النهاية التقدم بطلب للحصول على
الجنسية الأمريكية.
ويستثنى من ذلك الأشخاص الذين يعتبرون تهديدًا للأمن العام، أو الذين لديهم تاريخ إجرامي، حيث سيكونون غير مؤهلين للاستفادة من البرنامج الجديد.
وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن في اتصال مع الصحفيين، إن البرنامج سيتم تنفيذه في الأشهر المقبلة، وسيكون غالبية المستفيدين المحتملين من المكسيكيين.
فيما قال الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، اليوم الثلاثاء، إن قرار تسوية وضع الهجرة للعائلات المكسيكية في الولايات المتحدة هو “نبأ جيد للغاية”،
سياسة بايدن
ومنذ أن تولى بايدن الرئاسة تعهد بإلغاء العديد من سياسات الهجرة التقييدية التي انتهجها سلفه ترامب، لكنه شدد نهجه مؤخرًا في مواجهة المستويات القياسية لأعداد المهاجرين غير الشرعيين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
ففي وقت سابق من هذا الشهر، منع بايدن معظم المهاجرين الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك من طلب اللجوء، وهي سياسة تعكس حظرًا مماثلًا للجوء في عهد ترامب، وأثارت انتقادات من المدافعين عن الهجرة وبعض الديمقراطيين.
ويمكن للبرنامج الجديد الذي أعلنه بايدن لتقنين أوضاع المتزوجين من مواطنين أمريكيين أن يعزز رسالة حملته الانتخابية بأنه يدعم نظام هجرة أكثر إنسانية، ويظهر مدى اختلافه عن ترامب، الذي طالما كان له موقف متشدد بشأن الهجرة القانونية وغير القانونية.
برنامج DACA
واحتفل بايدن مع حشد من ضيوفه في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء بالذكرى السنوية الـ12 لبرنامج العمل المؤجل للقادمين من الأطفال DACA، والذي أطلق أوباما ونائبه آنذاك بايدن في عام 2012، وهو برنامج يتيح تخفيف الترحيل وتصاريح العمل لـ 528 ألف شخص تم جلبهم إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالًا.
وأعلنت إدارة بايدن أيضًا اليوم الثلاثاء عن توجيهات لتسهيل حصول المستفيدين من DACA على تأشيرات العمل.
ووصفت المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفيت، برنامج بايدن الجديد بأنه “عفو” من شأنه أن يخلق “دعوة أخرى للهجرة غير الشرعية”. وسلط ترامب الضوء على الجرائم التي يرتكبها المهاجرون وتعهد مرارًا بترحيل ملايين الأشخاص إذا تم انتخابه.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن ما يزيد قليلا عن نصف الناخبين الأمريكيين يؤيدون ترحيل كل أو معظم المهاجرين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
في الوقت نفسه، وجد استطلاع منفصل أجرته مجموعة المناصرة Immigration Hub، أن 71% من الناخبين في سبع ولايات انتخابية يؤيدون السماح بتقنين وضع المتزوجين من مواطنين أمريكيين والموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني لأكثر من 10 سنوات.